الثانی: أنه بعد ما اعتبر فی الفریضة امور من الاستقبال و الاستقرار و الوضوء و الستر و نحوها، فاذا أمر بالنافلة یتبادر الی ذهن المخاطب کون المأمور به ندبا عین الطبیعة المفروضة فی الاجزاء و الشرائط و ان الفرق بینهما لیس الا فی الوجوب و الاستحباب.
الثالث: أن العبادات توقیفیة و الصلاة الی غیر القبلة فی حال الاستقرار لم یعلم الترخیص فیها من الشارع.
و فیه: أن معنی کونها توقیفیة أنه لا یجوز للعبد اختراع عبادة مستقلة فی قبال العبادات المجعولة شرعا من الصلاة و الصیام و نحوهما، بل یجب أن یکون اختراع الطبیعة العبادیة من قبل الشارع، و لیس معناه توقیفیة جزئیاتها أیضا، و المفروض فیما نحن فیه کون اختراع طبائع النوافل من قبل الشارع و کون القبلة غیر معتبرة فیها اجمالا، و انما الاشکال فی اعتبارها فی بعض جزئیاتها فلا مجال للاستدلال علیه بکون العبادات توقیفیة .
الرابع: اطلاق قوله (ص): "صلوا کما رایتمونی اصلی"عوالی اللالی 1: 198؛ و3: 85؛ بحار الانوار 82: 279؛ و107: 108 / 107؛ المسند، أحمد بن حنبل 15: 241 / 20409؛ صحیح البخاری 1: 313 / 596، باب الاذان للمسافرین اذا...؛ سنن الدار قطنی 1: 272 - 273 / 1 و2؛ و10/346؛ سنن الدارمی 1: 286؛ السنن الکبری، البیهقی 2: 345. فانه (ص) اتی بالصلاة التی اتی بها فی مقام البیان مستقبلا.
الخامس: قوله (ع): فی روایة زرارة : "لا تعاد الصلاة الا من خمسة : الطهور و الوقت و القبلة و الرکوع و السجود"،الفقیه 1: 181 / 857؛ تهذیب الاحکام 2: 152 / 597؛ وسائل الشیعة 4: 312، کتاب الصلاة، أبواب القبلة، الباب 9، الحدیث 1 و 6: 91، کتاب الصلاة، أبواب القرأة فی الصلاة، الباب 29، الحدیث 5. فانها باطلاقها تشمل النافلة .
.jpg)
