السمت، و هذا یختلف سعة باختلاف مراتب الجهل بالجهة المضافة .
فیرد علیه: أن استفادة هذا المعنی من الایة الشریفة الواقعة فی مقام بیان وجوب استقبال القبلة الواقعیة مشکلة اذ لا یعقل أن تکون القبلة الواقعیة دائرة مدار علم المکلفین وجهلهم.
نعم، لو اراد کونها أحکاما ظاهریة مختلفة سعة وضیقا بحسب حال الاشخاص فلها وجه و لکن لا مجال لان یتمسک لها بقوله: (فولوا وجوهکم شطره ) .
و التحقیق ما ذکرناه: من سعة القبلة للبعید بمقدار ربع الدائرة تقریبا و قد ذکرنا له شواهد، فتدبر. و لا محیص للقائل بکون الحرم قبلة أیضا عما ذکرنا فان سعة الحرم و ان کانت بمقدار أربعة فراسخ و لکنها بالنسبة الی الدائرة العظیمة المارة بالحرم بحیث یکون موقف المصلی مرکزها قطعة صغیرة منها جدا، حیث ان نسبة هذه الدائرة الی شعاعها نسبة الست الی الواحد تقریبا و الشعاع الخارج من موقف المصلی الی المحیط طویل جدا، و علی هذا فالانحراف الیسیر یوجب الانحراف عن الحرم قطعا.
وظیفة المتحیر فی القبلة
لو تمکن المصلی من تشخیص جهة القبلة علما وجب علیه و لو لم یتمکن فهل یجب التحری و تحصیل الظن و یجزی أو یجب علیه اتیان بالصلاة الی أربع جهات تحصیلا للعلم بالفراغ أو یکون مخیرا فی اتیان بها الی أی جهة شاء فیسقط وجوب الاستقبال الی القبلة ؟ وجوه؛ و الاخبار مختلفة و طوائفها ثلاث:
الطائفة الاولی: ما تدل علی أن وظیفة المتحیر، التحری و الاجتهاد.
فمنها: ما رواه الکلینی عن محمد بن یحیی، عن أحمد بن محمد، عن حماد، عن