احدی الجهات الست و هی أمر مضبوط یکون بمقدار ربع الدائرة فان للانسان ست جهات الفوق و التحت و الیمین و الیسار و الخلف و القدام، و کل من الاربعة الاخیرة ربع من الدائرة المحیطة بالانسان فاذا فرضت الدائرة مارة بالکعبة و الانسان مرکزها کان سمت الکعبة عبارة عن الربع المشتمل علی الکعبة الواقع قدام الانسان اذا استقبلها.
و التحقیق عندنا أیضا هو ما قاله المحقق، و تقریبه: أنه قد ذکرنا سابقا أن رأس الانسان کروی و وجهه قد شغل ربعه تقریبا فهو محدب، و علیه فلا تکون الخطوط الخارجة من اجزائه متوازیة اذا فرضت کونها عمودیة موجبة لحدوث زوایا قوائم فی مخارجها، بل کلما ازدادت بعدا من سطح الوجه ازدادت فصلا، و حیث ان الوجه بمقدار ربع الکرة تقریبا فما یحاذیه من الدائرة التی تفرض مارة بالکعبة و الانسان مرکزها هو الربع، و هذا بناء علی عدم اعتبار الوجه من الاذن الی الاذن و الا شغل نصف الکرة تقریبا، بل یعتبر بمقدار العینین تقریبا، و حیث ان الخطوط الخارجة من سطح الوجه غیر متوازیة فلا یمکن اتصال جمیعها الی الکعبة الا فی من قرب منها جدا، فلیس المعتبر فی البعید اتصال جمیع الخطوط قطعا.
و لا یمکن أیضا أن یکون الواجب بالنسبة الیه اتصال خصوص الخط الخارج من وسط الجبهة القائم علیها، و یعتبر سائر الخطوط موازیة له، فان هذا المعنی و ان امکن اعتباره فی القریب لو فرض وجود الدلیل علیه و لکنه لا یمکن أن یعتبر فی البعید لاستلزامه العسر الشدید، اذ لا یقدر علی تحصیله الا الاوحدی من المتبحرین فی الریاضیات، فنقطع بعدم ایجاب الشارع هذا المعنی علی عامة الناس المحتاجین دائما الی مواجهة القبلة فی صلواتهم و ذبائحهم و دفن موتاهم و نحو ذلک . کیف و لو وجب ذلک لوجب علیه أن یأمر المسلمین بتعلم الریاضیات و تهیئة الاسطرلاب
.jpg)
