صفحه ۱۸۷

اقول: غالب تعاریفهم للجهة لا یخلو من ادخال حال المکلف من العلم و الجهل فی التعریف فان مرجعها الی أن الجهة عبارة عن قوس من دائرة تمر بالکعبة و مرکزها موقف المصلی و یکون هذا القوس بحیث یقطع أو یظن أو یحتمل وقوع الکعبة فی جزء من اجزائها بحیث یتساوی احتمال وقوعها فی کل جزء منه مع احتمال وقوعها فی الاخر و یقطع بعدم خروج الکعبة عن مجموعها. و من المعلوم أن الجهة بهذا المعنی تتفاوت سعة و ضیقا بحسب حال الاشخاص، فالعالم بالهیئة و الجغرافیا و الریاضیات ربما یقصر له هذا القوس جدا، مع أن الجاهل تطول له اضعافا مضاعفة لعدم قدرته علی تقلیل الحدود المحتملة لها و مراتب الجاهلین أیضا متفاوتة فیمکن أن یصل مقدار هذا القوس عند بعض بقدر نصف الدائرة أو ازید. و علی ذلک فلا تکون الجهة أمرا واقعیا مضبوطا محدودا بحدین مع قطع النظر عن حال الاشخاص، بل تدور سعة و ضیقا مدار حالاتهم فی العلم و الجهل، و الجهة بهذا المعنی مما لا دلیل علیها فان قوله تعالی: (فولوا وجوهکم شطره ) البقرة (2): 144. ونظائره من الاخبار متکفل لبیان القبلة الواقعیة المضبوطة فی حد ذاتها فلا یصلح لان یکون سندا لما یدور مدار علم المکلف و جهله.

نعم، لو التزم بذلک من باب الحکم الظاهری لمن جهل بالقبلة الواقعیة کان له وجه و لکنه ینافی ذلک کونهم بصدد بیان القبلة الواقعیة للبعید و اغلب التعاریف غیر سالمة عن هذا الاشکال.

نعم، یسلم عنه تعریف المحقق.المعتبر 2: 66. اذ من المحتمل أن یکون مراده من السمت

ناوبری کتاب