صفحه ۱۷۵

عبارة عما یشتمل علیه انصاب الحرم.

و بالجملة ففی المسألة طائفتان من الاخبار:

الاولی: تدل علی کون الکعبة قبلة للجمیع.

و الثانیة : تدل علی التفصیل بکونها قبلة لاهل المسجد و المسجد لاهل الحرم و الحرم لاهل الدنیا، و أما روایة أبی غرة الدالة علی کون المسجد قبلة لاهل مکة و مکة لاهل الحرم فلم یقل بمضمونها أحد فلا تصلح الا مؤیدة للقول الثانی.

و الانصاف أن الطائفة الثانیة لا تقاوم الاولی التی هی أکثر، فان روایة ابن الحجال مرسلة بابهام الواسطة . و الروایة الثانیة فی طریقها ابن عقدة و هو عامی و ان کان کثیر الحفظ فقد اورد هذه الروایة فی کتاب روی فیه أربعة الاف حدیث من فرق المسلمین کلها ینتهی الی جعفر بن محمد و روایة الصدوق هی عین روایة ابن الحجال علی الظاهر.

و بالجملة : فکون الکعبة قبلة مطلقا من الضروریات التی لا یمکن رفع الید عنها بمثل هذه الروایات.

مضافا الی عدم امکان الالتزام بما هو لازم مفادها، فان لازم کون الحرم قبلة صحة الصلاة الی زاویة من زوایاها بحیث لا یحاذی البیت و لا یلتزم به أحد حتی الشیخ الذی اختار القول الثانی فی "المبسوط" و "الخلاف" و "المصباح" و "الجمل"المبسوط 1: 77 - 78؛ الخلاف 1: 295، المسألة 41؛ مصباح المتهجد: 38؛ الرسائل العشر، الجمل و العقود: 175. فالمتعین هو القول الاول لکون الطائفة الثانیة معرضا عنها عملا حتی عند المفتین بظاهرها.

ناوبری کتاب