للفریضة ؟ لا اشکال فی بطلان الاحتمال الثالث، کما لا یخفی علی من تأمل فی الروایات. و الظاهر بطلان الاول أیضا.
بیان ذلک : أن أکثر روایات المنع قد وردت فی خصوص الرواتب أو یکون المراد بها هو الاعم، و لا مجال لحملها علی خصوص المبتدأة کما یظهر ذلک بالتدبر فیها.
و علی هذا فبعد ما استقر عمل النبی و الائمة (ع) و الصحابة علی الاتیان بالنوافل الراتبة قبل الفریضة فیما قبل الذراع و الذراعین و ما قبل الشفق و قبل طلوع الحمرة المشرقیة و کون جواز ذلک و أفضلیته من المسلمات المرتکزة فی أذهان اصحاب النبی و الائمة (ع)، یصیر هذا الارتکاز و استقرار العمل قرینة متصلة دالة علی عدم کون المراد بالوقت فی اخبار المنع مجموع الوقت الوسیع من اوله الی آخره، بل کان یتبادر الی أذهانهم بعد سماع هذه الاخبار غیر هذا الوقت الوسیع؛ أعنی من الزوال مثلا فی الظهرین.
و الظاهر أن الذی کان ینسبق الی أذهانهم بعد هذا الارتکاز و الاستقرار المنع عن التطوع بعد مضی المقدار المقرر للنافلة .
و علی هذا فمدلول الروایات اخص من المدعی اذ مدعی المانعین المنع فی جمیع الوقت الوسیع. غایة الامر: التزامهم بالتخصیص بالنسبة الی الرواتب فی الاوقات المقررة لها، و مقتضی ما ذکرنا عدم تعرض الروایات لما قبل الذراع و الذراعین و ما قبل الشفق فیکون الرواتب فی أوقاتها خارجة تخصصا، و لا دلیل علی المنع عن غیرها أیضا فی هذه الاوقات و مقتضی الاصل الاولی الجواز.
نعم، یستفاد من روایات المنع بناء علی العمل بظهورها الحرمة بالنسبة الی ما بعد الذراع و الذراعین؛ أعنی بعد مضی الوقت المقرر المجزی للنافلة، فاذا دلت