صفحه ۳۰۵

تداخل الاسباب و المسببات

اذا تعدد الشرط و اتحد الجزاء کقوله: "اذا بلت فتوضا"، و قوله أیضا: "اذا نمت فتوضا"یمکن المناقشة فی المثال بان وجوب الوضوء وجوب مقدمی للصلاة و غیرها من الغایات، فلایجب الا وضوء واحد قطعا، و لیس واجبا نفسیا عند حصول سببه ح ع - م. فهل یتداخل السببان: بمعنی أنهما عند اجتماعهما یستعقبان وجوبا واحدا متعلقا بطبیعة الوضوء، أو لایتداخلان، بل یستعقب کل منهما وجوبا مستقلا، و علی الثانی فهل یتداخل المسببان أعنی الوجوبین فی مقام الامتثال، بمعنی کفایة الاتیان بالطبیعة مرة واحدة لامتثالهما، أو لایتداخلان ؟ و هذا ما اشتهر بینهم من أن الاصل تداخل الاسباب أو المسببات أو عدم التداخل، و مرادهم بالاصل ماتقتضیه القاعدة لولا ظهور الخلاف؛ فاختار جماعة، منهم المحقق الخونساری التداخل، و اختار المشهور عدمه؛ و فصل الحلی بین اتحاد جنس الشرط و تعدده.

و لیعلم أن المسالة غیر مبتنیة علی دلالة القضیة علی المفهوم و عدمها، فان النزاع هناانما هو فی تداخل المنطوقین، و هذا بخلاف المسالة السابقة فانها کانت مبتنیة علی ثبوت المفهوم، و لاربط لاحدی المسالتین بالاخری، فتفریع شیخنا الاستاذ صاحب الکفایة النزاع فی هذه المسالة علی عدم اختیار الوجه الثالث فی المسالة السابقة فی غیر محله لایخفی صحة ماذکره المحقق الخراسانی من عدم المورد لهذا النزاع بعد اختیار الوجه الثالث فی المسالة السابقة اذ بعد تقیید المنطوقین و ارجاع الشرطین الی شرط واحد مرکب لایبقی مورد للبحث عن التداخل. "ثم أنه یمکن أن یقال" فی الفرق بین المسالتین: ان الاولی لفظیة ینازع فیها ثبوت المفهوم و عدمه للقضیة الشرطیة ؛ و الثانیة عقلیة، حیث یبحث فیها عن حکم توارد السببین، و ان ثبتت سببیتهما بغیر اللفظ أیضا فتدبر. ح ع - م..

الاستدلال لعدم تداخل الاسباب:

و کیف کان فنقول: استدل العلامة فی المختلف علی عدم التداخل بانه ان توارد السببان أو تعاقبا فاما أن یؤثرا فی مسببین، أو فی مسبب واحد؛ أو لایؤثران أصلا، أو یؤثر أحدهما دون الاخر؛ و الثلاثة الاخیرة کلها باطلة فتعین الاول، وجه بطلانها، أن الاول منها ینافی تمامیة کل من السببین؛ و الثانی ینافی أصل السببیة، و الثالث ترجیح بلامرجح "انتهی".

ناوبری کتاب