1 - المقدمة الداخلیة و الخارجیة :
ان المقدمة قد تکون داخلیة، و قد تکون خارجیة و المراد بالخارجیة ما کانت مغایرة لذیها ماهیة و وجودا، و لکن کانت فی طریق وجوده، کالوضوء بالنسبة الی الصلاة، و بالداخلیة ما کانت من أجزائه و مقوماته. ثم انه قد وقع البحث فی المقدمة الداخلیة من جهتین:
الجهة الاولی: تصویر مقدمیة الاجزاء. فقد یستشکل فیها بتقریب أن المقدمیة عبارة عن کون أحد الشیئین محتاجا الیه فی وجود الاخر، و الاحتیاج اضافة بین شیئین و لایمکن أن یعتبر بین الشئ و نفسه؛ و أجزاء الشئ لیست الا نفسه.
و بتقریب آخر: مقدمة الشئ عبارة عما یقع فی طریق وجوده، و الشئ لایقع فی طریق وجود نفسه. و نظیر هذا الاشکال، الاشکال الوارد علی عد المادة و الصورة من أجزاء العلة التامة، مع کون المعلول أیضا عبارة عن مجموع المادة و الصورة .
و أجاب عن الاشکال "فی الکفایة" بأن المقدمة هی نفس الاجزاء بالاسر؛ و ذو المقدمة هو الاجزاء بشرط الاجتماع، ثم قال: و بذلک ظهر أنه لابد فی اعتبار الجزئیة من أخذ الشئ بلاشرط، کما لابد فی اعتبار الکلیة من اعتبار اشتراط الاجتماع.
أقول: لایخفی علیک أن المقدمة الداخلیة لیست عبارة عن الاجزاء بالاسر؛ بل هی عبارة عن کل واحد من الاجزاء بحیاله و استقلاله. فالرکوع مثلا مقدمة للصلاة، و السجود مقدمة اخری لها، و هکذا، و الاجزاء مقدمات للکل لامقدمة له؛ اذ المقدمة کما قلنا عبارة عن موجود یحتاج الیه شئ آخر فی وجوده؛ و الاجزاء بما هی أجزاء لیست بموقوف علیها، و انما الموقوف علیه هو کل واحد منها، فکما أن طبیعة الانسان تصدق علی زید مستقلا و علی عمرو مستقلا و