صفحه ۱۲۹

بها و امتثل قوله تعالی: (أقیموا الصلاة ) ، و لازم ذلک هو الاجزاء و سقوط الامر قهرا؛ اذ لایعقل بقاء الامر بعد اتیان متعلقه.

و ما توهم من کون لفظ الصلاة مثلا موضوعا فی الشرع لصلاة الکامل المختار، و کون صلوات المضطرین أبدالا لها جعلها الله أبدالا مادام الاضطرار، و لازم ذلک وجوب قضاء مافات بعد زوال الاضطرار؛ واضح البطلان لمن راجع الاخبار و القرآن؛ لظهورها بل صراحتها فی أن ما کلف به المضطر أیضا فرد من الصلاة المأمور بها بقوله: (أقیموا الصلاة ) ، لا أنه لیس فردا منها و جعل بدلا منها، فانظر الی قوله تعالی فی سورة المائدة آیة : 6؛ حتی یظهر لک صحة ماقلناه. قال تبارک اسمه: (یا أیها الذین آمنوا اذا قمتم الی الصلاة فاغسلوا وجوهکم و أیدیکم الی المرافق ) الی أن قال: (فلم تجدوا ماء فتیممو صعیدا طیبا) الایة .

فالایة سیقت لبیان ما به تحصل الطهارة، التی هی من شرائط طبیعة الصلاة، التی أمر بها کل واحد من أفراد الناس. و قد بین فیها اختلاف ما هو المحصل لها باختلاف حالات المکلفین. فصلاة واجد الماء و فاقده کلتاهما من أفراد طبیعة الصلاة، الا أنها بالنسبة الی الاول مشروطة بالطهارة المائیة، و بالنسبة الی الثانی مشروطة بالطهارة الترابیة "و اللام" فی قوله: (اذا قمتم الی الصلاة) قد أشیر بها الی تلک الطبیعة المعدة من ضروریات الدین، المکلف بها کل واحد من أفراد الناس.

و نظیر هذه الایة، آیة : 238 - 239 من سورة البقرة، قال عز من قائل: (حافظوا علی الصلوات والصلاة الوسطی و قوموا لله قانتین. فان خفتم فرجالا أو رکبانا فاذا أمنتم فاذکروا الله کما علمکم ما لم تکونوا تعلمون) .

والحاصل: أن کل واحد من المکلفین من المختار و المضطر بأقسامه لم یکلف الا بایجاد طبیعة الصلاة، و اذا أوجدها سقط الامر المتعلق بها قهرا، الا أن الطبیعة المأمور بها طبیعة مجهولة لاتتعین الا بتعیین شارعها، و قد قامت الادلة الشرعیة علی أن صلاة المختار هکذا، و صلاة المضطر هکذا، و ما وجب علی کل ملکف انما هو اتیان ما هو فرد للصلاة بحسب حاله، و باتیانه یسقط الامر بالصلاة قهرا، و لم یتوجه الی المضطر أمران حتی یقع البحث فی کفایة امتثال أحدهما عن الاخرربما یقال: ان الادلة الدالة علی التکالیف الاضطراریة لاتقید الادلة الدالة علی التکالیف الاولیة بأن تخصها بصورة الاختیار، لعدم المنافاة بینهما، لامکان أن یکون المضطر مکلفا بتکلیفین و ان کانا متعلقین بفردین من طبیعة واحدة . غایة الامر: انه لما کانت القدرة من الشرائط العقلیة لفعلیة التکالیف، کان التکلیف الاولی بالنسبة الی المضطر فی زمن اضطراره غیرفعلی، فاذا ارتفع الاضطرار ارتفع مانع الفعلیة فاثر التکلیف الاولی أثره. ح ع - م. و لو فرض أن المتوجه الیه أمران فالاجزاء غیر متصور لاقتضاء کل أمر امتثالا علی حدة .

نعم یمکن أن یکون الموضوع لفردیة الصلاة الاضطراریة هو الاضطرارفی جمیع الوقت،

ناوبری کتاب