صفحه ۱۰۱

و فیه: أن الامر الانشائی لیس قابلا للشدة و الضعف بنفسه لانه أمر اعتباری صرف، و لیست الامور الاعتباریة قابلة للتشکیک بذواتهاأقول: یمکن أن یقال کیف لایقع التشکیک الذاتی فی الامور الاعتباریة اذا کانت شدتها و ضعفها أیضا بالاعتبار، اذ من الواضح امکان أن یعتبر العقلاء تارة وجود طلب شدید و أخری وجود طلب ضعیف. کما أن الطلب الحقیقی أعنی البعث و التحریک العملی الحاصلین بأخذ یدالمطلوب منه و جره نحو العمل قد یکون بنحو الشدة و العنف و قد یکون بنحو الضعف، و حینئذ فیمکن أن یقال ان المقارن الشدید قرینة عی أن المنشأ بالصیغة طلب شدید، و المقارن الضعیف قرینة علی أن المنشأ بها طلب ضعیف، و المجردة عن المقارن خالیة عن القرینة . ح ع - م هذا ما قیل فی مقام الفرق بین الوجوب و الندب؛ و قد عرفت فساد الجمیع.

و تلخیص المقام: هو أن الوجوب و الندب قسمان من الطلب الانشائی الذی هو اعتبار من اعتبارات العقلاء، و ینتزع عن مثل "افعل" و نحوه، و لهذا الامر الاعتباری مباد سابقة علیه و آثار لاحقة له عند العقلاء؛ و اللازم فی مقام تشخیص ما به یمتاز الوجوب من الندب هو قطع النظر عن مبادی الطلب و علله و عن آثاره و لوازمه، و الدقة فی أن نفس هذا الامر الاعتباری فی أی وقت ینتزع عنه الوجوب و یترتب علیه حکم العقلاء باستحقاق العقوبة، و فی أی وقت ینتزع عنه الندب، و یترتب علیه حکم العقلاء بعدم الاستحقاق.

المنشأ لانتزاع الوجوب و الاستحباب:

والتحقیق: أن الفرق بین قسمیه بالشدة و الضعف، و لکن لا بالشدة و الضعف فی ذات الطبیعة، لما عرفت من أن الامر الاعتباری لایقبل التشکیک الذاتی، بل بالشدة و الضعف المنتزعین بحسب المقارنات، فکما أن الاختلاف بین البیاض الشدید و الضعیف لیس الا بکون البیاض فی الثانی مخلوطا بغیره من الالوان الاخر، کالکدورة مثلا بخلافه فی الاول، و بعبارة أخری یکون الامتیاز بینهما باعتبار وجود المقارنات و عدمها، فکذلک الاختلاف بین الوجوب والندب لیس الا باعتبار المقارنات، فالطلب المنشأ بالصیغة أمر واحد، و لیس له نوعان متمایزان بالفصل أو بالتشکیک فی ذاتیهما، بل یختلف أفراده باعتبار ما یقترن به، فقد یقترن هذا الامر الانشائی بالمقارنات الشدیدة فینتزع عن الطلب المقترن بها وصف الشدة، و قد یقترن بالمقارنات الضعیفة فینتزع عن الطلب المقترن بها عنوان الضعف، و قد لایقترن بشئ أصلا؛ مثلا من یقول لعبده

ناوبری کتاب