صفحه ۹۲

المرهف قلت لبیک، قال: أتری قوما حبسوا أنفسهم علی الله - عز ذکره - لا یجعل الله لهم فرجا؟ بلی والله لیجعلن الله لهم فرجا"الوسائل: 11، 36. ویظهر من الخبر وقوع خروج ما علی الحکومة وتعقیب الحکومة للخارجین، وخوف أبی المرهف من ذلک، فأراد الامام (ع) تقویة خاطره ورفع خوفه ببیان أن ضرر الغبار یعود الی من أثاره، فلا ینال أبا المرهف شئ. ثم أخبر(ع) بهلاک المستعجل قبل تهیئة المقدمات واعداد القوة .

ولم یکن بناء أئمتنا علی المنع عن الجهاد والدفاع، بل کانوا ینهون عن التعجیل والتهور المضر بنفس الخارج وبالائمة (ع)، حتی أن أخبار التقیة أیضا لیست بصدد المنع عن الجهاد، بل بصدد الدقة فی حفظ النفس مع الامکان، مع الاشتغال بالوظیفة الدفاعیة . ولذا ورد أن "التقیة جنة المؤمن"الوسائل: 11، 460. أو "التقیة ترس المؤمن"الوسائل: 11، 460. فان الجنة والترس تستعملان عند مبارزة العدو، لا عند المبیت والمأمن، فلیس الخبر فی مقام المنع عن الدفاع، أو المنع من اقامة الحکومة مع امکانه.

الخامسة : ما رواه الفضل بن سلیمان الکاتب قال: کنت عند أبی عبدالله(ع) فأتاه کتاب أبی مسلم، فقال: "لیس لکتابک جواب، اخرج عنا، فجعلنا یسار بعضنا بعضا، فقال: أی شئ تسارون یا فضل، ان الله - عز ذکره - لا یعجل لعجلة العباد، ولازالة جبل عن موضعه أیسر من زوال ملک لم ینقض أجله. ثم قال: ان فلان بن فلان، حتی بلغ السابع من ولد فلان. قلت فما العلامة فیما بیننا وبینک جعلت فداک ؟ قال: لا تبرح الارض یا فضل حتی یخرج السفیانی فاذا خرج السفیانی

ناوبری کتاب