صفحه ۷۹

وتنفیذ الاحکام العبادیة والاقتصادیة والجزائیة، وحفظ الثغور والاطراف، ونحو ذلک مما یترتب علی الامامة ؟ وبالجملة حفظ النظام من أوجب الواجبات، والهرج والمرج واختلاف أمور المسلمین من أبغض الاشیاء لله - تعالی - ولا یتم حفظ النظام الا بالحکومة .

الدلیل الثامن

صحیحة زرارة، عن أبی جعفر(ع) قال: "بنی الاسلام علی خمسة أشیاء: علی الصلاة، والزکاة، والحج، والصوم، والولایة . قال زرارة فقلت: وأی شئ من ذلک أفضل ؟ فقال: الولایة أفضل، لانها مفتاحهن والوالی هو الدلیل علیهن. ثم قال: ذروة الامر وسنامه ومفتاحه، وباب الاشیاء، ورضا الرحمان: الطاعة للامام بعد معرفته. ان الله - عزوجل - یقول: (من یطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولی فما أرسلناک علیهم حفیظا)الکافی: 2، 18 - 19 والایة المذکورة من سورة النساء 4: 80.. ویظهر من هذه الصحیحة وأمثالها أنها لیست بصدد بیان الامور الاعتقادیة فی الاسلام، ولذا لم یذکر فیها التوحید والنبوة والمعاد، بل هی بصدد بیان الفرائض العملیة، فالمراد بالولایة فیها أمر اجرائی عملی ضامن لاجراء البقیة، وهو الحکومة الاسلامیة والامامة الحقة . والعجب من بعض من لا خبرة لهم، حیث یفسرون الولایة فی هذا السنخ من الاخبار بالمودة التی هی أمر قلبی، مع وضوح أن المراد بها ولایة التصرف.

وفی روایة صحیحة عن أبی جعفر(ع) "وکانت الفریضة تنزل بعد الفریضة الاخری، وکانت الولایة آخر الفرائض، فأنزل الله - تعالی - : (الیوم أکملت لکم دینکم وأتممت علیکم نعمتی...)المائدة 5: 3.. قال أبوجعفر(ع) یقول الله - عزوجل - : "لا

ناوبری کتاب