صفحه ۷۳

المجتمع. ولکی یکون القانون مادة لاصلاح واسعاد البشر فانه یحتاج الی السلطة التنفیذیة . لذا فان الله - عزوجل - جعل فی الارض الی جانب مجموعة القوانین حکومة وجهاز تنفیذ وادارة . الرسول الاعظم (ص) کان یترأس جمیع أجهزة التنفیذ فی ادارة المجتمع الاسلامی"الحکومة الاسلامیة : 23..

واعلم أن استیحاش أکثر الناس وتنفرهم من ألفاظ الملک والحکومة والسلطة ونحوها، انما هو أمر عارض، ناشئ عن ابتلائهم فی أکثر الاعصار بالحکومات الظالمة المستبدة، أو غیر اللائقة لادارة شؤون الامة، والا فأصل الملک أمر ممدوح مرغوب فیه عقلا وشرعا، کتابا وسنة ، اذا کانت الحکومة صالحة عادلة حائزة لرضا الامة حافظة لحقوقها ملتزمة بتنفیذ القوانین المقبولة لدی الامة .

قال الله - تعالی - : (الذین ان مکناهم فی الارض أقاموا الصلاة وآتوا الزکاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنکر، ولله عاقبة الامور)الحج 22: 41..

وعن الامام علی (ع) : "امام عادل خیر من مطر وابل"الغرر والدرر: 1، 386. الی غیر ذلک من الایات والاخبار.

الدلیل الثانی

ان النظام والحکومة أمر ضروری للبشر، فان الانسان مدنی بالطبع، ولا تتم حیاته ومعیشته الا فی ظل الاجتماع والتعاون والمبادلات، وله شهوات وغرائز ومیول مختلفة من حب الذات والمال والجاه والحریة المطلقة، ولا محالة یقع التزاحم والصراع والتضارب بین الافکار والاهواء، فلابد له من قوانین ومقررات،

ناوبری کتاب