صفحه ۵۸۹

ولزوم الدقة فیها لکثرة وقوع الزلا ت فیها، أو علی خصوص الظالمین منهم فی استیفاء الحقوق.

ومنها: حدیث ثواب الاعمال عن النبی (ص) : "علی العشار کل یوم ولیلة لعنة الله والملائکة والناس أجمعین، ومن یلعن الله فلن تجد له نصیرا"بحار الانوار: 73، 369..

ومنها: ما فی مسند أحمد عن مالک بن عتاهیة، قال: سمعت النبی (ص) یقول: "اذا لقیتم عشارا فاقتلوه". ثم حکی عن قتیبة بن سعید قال: "یعنی بذلک الصدقة یأخذها علی غیر حقها"مسند أحمد: 4، 234..

ومنها: ما فیه أیضا عن عقبة بن عامر، قال: سمعت رسول الله(ص) یقول: "لا یدخل الجنة صاحب مکس" یعنی العشارمسند أحمد: 4، 143 و 150..

وفی النهایة : المکس: الضریبة التی یأخذها الماکس وهو العشار.

أقول: لا دلالة فی هذا القبیل من الاخبار علی ارادة الجباة للعشور غیر المشروعة فقط، بل لعل المراد بالعشور فیها الزکوات المقدرة شرعا بالعشر ونصف العشر وربع العشر، ووردت هذه الاخبار للاشارة الی ما کان علیه غالب العشارین فی تلک الاعصار من الظلم والاجحاف، والمطالبة ثانیا ممن أدی زکاة ماله، وأخذ الزیادة باسم الهدایا ونحو ذلک . ولعل کلمة المکس مأخوذة من المماکسة فانهم کانوا یماکسون الناس فی أخذ الزیادة .

ولعل الامر بقتل العاشر - وهو من یأخذ العشور - فیما مر من حدیث النبی (ص) أیضا کان یراد به قتل من بلغ منهم حد الافساد، والا فالحکومة الحقة مثل الباطلة لابد لها من عشار. فمن یطمئن من نفسه بالاحتیاط والتقوی ورعایة

ناوبری کتاب