کان للدعوة الی الاسلام وبسطه، وبین ما اذا حمل قوم علی قوم فغنموا من دون نظر الحاکم، فتحمل المرسلة علی الصورة الثانیة فقط ویکون المقصود منها المنع عن الغزاء بدون اذن الحاکم وعدم تنفیذه حذرا من الهرج والفوضی وأنهم لو فعلوا ذلک لم یکن لهم حظ فی الغنیمة .
السادسة : غنائم أهل البغی واساراهم فی دار الهجرة :
قال فی الجواهر فی معنی البغی: "هو لغة : مجاوزة الحد، والظلم، والاستعلاء، وطلب الشئ. وفی عرف المتشرعة : الخروج عن طاعة الامام العادل (ع) ..."الجواهر: 21، 322..
أقول: یشبه أن یرجع جمیع المعانی الی المعنی الاول، أعنی المجاوزة والتجاوز عن الحد.
والظاهر عدم اختصاص البغی وأحکامه شرعا بتجاوز الامة علی الامام العادل لعموم الایة وبعض الاخبار الواردة :
قال الله - تعالی - : (وان طائفتان من المؤمنین اقتتلوا فأصلحوا بینهما، فان بغت احداهما علی الاخری فقاتلوا التی تبغی حتی تفیئ الی أمر الله، فان فاءت فأصلحوا بینهما بالعدل وأقسطوا ان الله یحب المقسطین)الحجرات 49: 9..
فالایة تعم البغی والتجاوز، سواء کان من فئة علی فئة، أو دولة علی دولة، أو فئة علی الامام العادل، أو الامام الجائر بجنوده علی الامة . والطائفة تصدق علی الثلاثة فما فوقها، بل علی الاثنین والواحد أیضا.
فلیس فی الایة التی هی الاصل فی هذا الحکم اسم من الامام. نعم، القتال