ولا یلحظوا النفع العاجل فقط بل یراعوا شرائط الامة وحاجاتها واحتیاج الدولة الی ایمان الامة وعواطفهم فی المقاطع الحادة . فلیرفقوا بهم فی وضع الخراج والضرائب وجبایتها. ولا یحملوا علیهم ما لا یحتملونها.
وفی فروع الکافی بسنده عن رجل من ثقیف، قال: استعملنی علی بن أبی طالب (ع) علی بانقیا وسواد من سواد الکوفة فقال لی والناس حضور: "انظر خراجک فجد فیه ولا تترک منه درهما، فاذا أردت أن تتوجه الی عملک فمر بی". قال: فأتیته فقال لی: "ان الذی سمعت منی خدعة، ایاک أن تضرب مسلما أو یهودیا أو نصرانیا فی درهم خراج، أو تبیع دابة عمل فی درهم، فانما امرنا أن نأخذ منهم العفو"الکافی: 3، 540..
قوله: خدعة : أی تقیة . والعفو: ما جاء بسهولة . وعن مرآة العقول فی معنی العفو: "أی الزیادة أو الوسط أو یکون منصوبا بنزع الخافض"الکافی: 3، 540..
وروی عن رسول الله(ص) أنه قال: "من ظلم معاهدا أو کلفه فوق طاقته فاءنا حجیجه".
وعن هشام بن حکیم بن حزام: أنه وجد عیاض بن غنم قد أقام أهل الذمة فی الشمس فی الجزیة فقال: یا عیاض ! ما هذا؟ فان رسول الله(ص) قال: "ان الذین یعذبون الناس فی الدنیا یعذبون فی الاخرة"الخراج: 124 و 125 وراجع أیضا: صحیح مسلم: 4، 2017 و 2018 ومسند أحمد: 3، 403 و404 وسنن البیهقی: 9، 205. وجوب الرفق والتخفیف المستفاد من الادلة لا یختص بأهل الجزیة والخراج، بل یعم کل من علیه ضریبة مالیة قبال الدولة الاسلامیة . ولا بأس بأن نقول هنا أیضا یجب علی الدولة الاسلامیة أن یدبر أمر الاقتصاد وأن یخطط للتنمیة الاقتصادیة واستجلاب الثروات وتوفیر الاموال للدولة والامة من خارج البلد الیه، لا أن تبیع الخامات ساذجة بثمن بخس أو تصبر حتی یکتسب الناس وتأخذ هی من مکاسبهم القلیلة بجعل الضرائب والرسوم لادارة شؤونها ونفقات عمالها، وفی النهایة ینزل مستوی الدخل العام ویشیع الفقر ویزید فی عدد الفقراء یوما فیوما، وکاد الفقر أن یکون کفرا - م - ..