الاقتصادیة .
وعن الصادق (ع) قال: "لو عطل الناس الحج لوجب علی الامام أن یجبرهم علی الحج"الوسائل: 8، 15..
وفی خبر حفص قال: "رأیت أبا عبدالله(ع) وقد حج فوقف الموقف، فلما دفع الناس منصرفین سقط أبو عبدالله(ع) عن بغلة کان علیها، فعرفه الوالی الذی وقف بالناس تلک السنة - وهی سنة أربعین وماءة - فوقف علی أبی عبدالله(ع) فقال له أبو عبدالله(ع) لا تقف، فان الامام اذا دفع بالناس لم یکن له أن یقف..."الوسائل: 8، 290. ولعل غرضه (ع) أن قائد الجماعة وأمیرهم یجب علیه رعایة مصلحة الجماعة، وقد أطلق لفظ الامام علی أمیر الحاج، مع کونه منصوبا من قبل سلطان وقته. ویظهر من الاخبار تعارف تعیین أمیر الحاج فی تلک الاعصار وکون أداء الاعمال تحت نظره، ولا محالة کان الائمة (ع) وأصحابهم أیضا یتابعونه، ولو فرض تخلفهم عنه مرة أو مرات لبان وظهر وضبطه التاریخ. وبذلک یظهر کفایة الاعمال المأتیة بحکم حاکمهم. نعم کفایتها فی صورة العلم بالخلاف مشکل، ولکن الغالب هو الشک لا العلم بالخلاف. وقد ذکر المسعودی فی آخر "مروج الذهب" أسامی أمراء الحج من حین فتح مکة، أعنی سنة ثمان من الهجرة، الی سنة خمس وثلاثین وثلاثماءة .. والائمة (ع) کانوا یعاملون حکام الجور معاملة الحاکم الحق، حفظا لمصالح الاسلام والمسلمین، ولذا أنفذوا الخراج والزکوات والاخماس المؤداة الیهم، وأخذ الجوائز منهم. ولا ینافی هذا وجوب القیام فی قبال سلاطین الجور مع القدرة ووجود العدد والعدة .