ویهاجمون الضعفاء ویسترقونهم لتوفیر الاموال والثروات. وقد استمرت هذه الخصلة السیئة الظالمة الی قرب أعصارنا، فکان المتمکنون من الغربیین یهاجمون قبائل السود فی افریقیا بخشونة وقسوة ویسترقونهم للبیع فی الاسواق أو الاستخدام فی المزارع والمصانع.
ولکن للاسلام بالنسبة الی الحروب والغنائم والاساری نظر آخر یباین هذه الطریقة بالکلیة، فلیس بناء الجهاد الاسلامی علی أساس أن یسمح للمسلمین التغلب علی الاناس بداع استعبادهم.
نعم الاساری نتائج طبیعیة قهریة للحروب وقد فصل فیها فقهائنا. فان أسرن والحرب قائمة فلها أحکام من أرادها فلیطلبها فی کتاب الجهاد من الکتب الفقهیة . وان أسرن وانتقلن وراء الجبهات والحرب قائمة أو أسرن بعدما وضعت الحرب أوزارها فأمرها مفوض الی الامام، فله أن یختار المن أو الفداء أو الاسترقاق حسب ما یراه صلاحا. وفی المنتهی والتذکرة المنتهی: 2، 927 والتذکرة : 1، 424. نسب هذا الی علمائنا أجمع. والمشهور بیننا عدم جواز القتل فی هذه الصورة .
وصریح الکتاب العزیز یدل علی جواز المن والفداء. واطلاق الفداء یعم الفداء بالمال وبالرجال، ویدل علیهما أیضا عمل النبی (ص) کما ذکر فی الخلاف راجع کتاب الفئ من الخلاف: 2، 332..
وما رواه فی الکافی عن طلحة بن زید، قال: سمعت أبا عبدالله(ع) یقول: کان أبی (ع) یقول: "ان للحرب حکمین... والحکم الاخر اذا وضعت الحرب أوزارها وأثخن أهلها، فکل أسیر أخذ فی تلک الحال فکان فی أیدیهم فالامام فیه بالخیار؛ ان شاء من علیهم فأرسلهم وان شاء فاداهم أنفسهم، وان شاء استعبدهم