صفحه ۴۵۰

بل لحفظ الشیعة من شر حکام الجور وجباتهم، حیث انهم کانوا یطالبون الزکاة من غیر التسعة أیضا فأراد الائمة (ع) حث الشیعة علی ادائها دفعا لشرورهم.

الوجه الرابع: ما احتملناه - وان أشکل الالتزام به - وهو أن ثروات الناس ومنابع أموالهم تختلف بحسب الازمنة والامکنة، ودین الاسلام شرع لجمیع البشر ولجمیع الاعصار. وذکر فی الکتاب العزیز أصل ثبوت الزکاة وخوطب النبی (ص) بقوله - تعالی - : (خذ من أموالهم صدقة)التوبة 9: 103.. ولم یذکر فیه ما فیه الزکاة بنحو التعیین، بل الجمع المضاف یفید العموم وفوض بیان ما فیه الزکاة الی أولیاء المسلمین وحکام الحق فی کل صقع وکل زمان، وقد وضع رسول الله(ص) الزکاة علی تسعة أشیاء لانها کانت عمدة ثروة العرب فی عصره. وجعل أمیر المؤمنین (ع) الزکاة فی الخیل.

ففی صحیحة محمد بن مسلم وزرارة، عنهما(ع) جمیعا، قالا: "وضع أمیر المؤمنین (ع) علی الخیل العتاق الراعیة فی کل فرس فی کل عام دینارین وجعل علی البراذین دینارا"الوسائل: 6، 51..

وهل یمکن الالتزام فی مثل أعصارنا بحصر الزکاة فی التسعة المعهودة بالشرائط الخاصة ؟! مع أن الذهب والفضة المسکوکین وکذا الانعام الثلاثة السائمة لا توجد الا أقل قلیل وکأنها منتفیة موضوعا، والغلات الاربع فی قبال سائر منابع الثروة : من المصانع العظیمة، والتجارات الضخمة المربحة، والابنیة المرتفعة والسفن والسیارات والطیارات والمحصولات الزراعیة المتنوعة غیر الغلا ت الاربع، قلیلة القیمة جدا. ومصارف الزکاة الثمانیة تحتاج الی أموال کثیرة .

ناوبری کتاب