والمؤمنات بعضهم أولیاء بعض یأمرون بالمعروف وینهون عن المنکر)التوبة 9: 71..
السادس: فی مراتب الولایة بحسب التحقق الخارجی :
الاولی: مرتبة الاستعداد والصلاحیة، التی بها یصیر عند العقلاء صالحا لان یجعل والیا، فالحکیم المطلق لا یرسل الی الخلق لغرض الهدایة والارشاد ولا یجعل اماما لادارة شؤون الناس الا من له لیاقة ذاتیة وأهلیة لهذا المنصب. وهذه المرتبة کمال ذاتی، ولیست هی الولایة والامامة الاصطلاحیة بل مقدمة لها.
الثانیة : المنصب المجعول للشخص اعتبارا من قبل من له ذلک، وان فرض عدم ترتب الاثر المترقب فیها علیه. فهی أمر اعتباری، بل المناصب کلها أمور اعتباریة، غایة الامر أن اعتبار منصب خاص لشخص خاص لا محالة یکون مشروطا بکونه لائقا له واجدا للفضائل النفسانیة أو الخارجیة، والا کان جزافا.
الثالثة : الولایة والسلطة الفعلیة الحاصلة بمبایعة الناس وتسلیم السلطة له فعلا، مثل ما حصل لامیر المؤمنین (ع) بعد عثمان بالبیعة له. فهی خارجیة الولایة وعینیتها بلحاظ تحقق آثارها فی الخارج، ولها وجهتان: وجهة کونها مقاما وسلطة یتنافس فیه المتنافسون. ووجهة کونها أمانة من الله ومن الناس ولا تستعقب الا مسؤولیة وکلفة . وانما ینظر الیها أولیاء الله بالوجهة الثانیة، کما فی کتاب أمیر المؤمنین (ع) الی الاشعث عامله علی آذربیجان: "ان عملک لیس لک بطعمة ، ولکنه فی عنقک أمانة"نهج البلاغة، عبده: 3، 7 صالح : 366، الکتاب 5. وهکذا قول الامام السجاد(ع): "اللهم ان هذا المقام لخلفائک وأصفیائک ومواضع أمنائک، فی الدرجة الرفیعة التی اختصصتهم