صفحه ۴۴

فمثل عالم الطبیعة بمراحله کمثل أشجار غرسها غارسها وسقاها ورباها، لتثمر له ثمارا حلوة جیدة، فالثمرة العالیة غایة وجود الشجرة ومن عللها. فالنبی الاکرم والائمة المعصومون ثمرة العالم فی قوس الصعود وغایته، وان کان غایة الغایات هو الله - تعالی - بذاته المقدسة، کما حقق فی محله.

واما ما نسب الینا من الاعتقاد بکون العالم مخلوقا للائمة (ع) لا لله - تعالی - فبهتان عظیم.

وکیف کان، فأصل الولایة التکوینیة بنحو الاجمال ثابتة لهم بلا اشکال، وان لم نحط بحدودها. ولکن محط البحث هنا هو الولایة التشریعیة المستتبعة لوجوب الطاعة لهم. وللبحث فی الولایة التکوینیة وکیفیة صدور المعجزات والکرامات محل آخر.

الخامس: فی مراتب الولایة التشریعیة :

لا یخفی أن الولایة التشریعیة بمعنی حق التصرف والامر، حقیقة ذات مراتب، فمرتبتها الکاملة ثابتة لله - تعالی -. ومرتبة منها ثابتة لبعض الانبیاء وللنبی الاکرم (ص) والائمة (ع) فی زمن الحضور. ومرتبة منها ثابتة للفقیه العادل العالم بالحوادث ومسائل زمانه البصیر بها فی عصر الغیبة بالنصب، أو تتحقق له بانتخاب الامة علی ما یأتی. ویعبر عن واجد هذه المرتبة بالامام والوالی والامیر والسلطان ونحو ذلک . ومرتبة منها أیضا ثابتة للاب والجد، ولعدول المؤمنین فی بعض الموارد.

ولعله یوجد مرتبة منها للوالدین مطلقا، ما لم تزاحم أمرا أهم، لکونهما من أولیاء النعم.

ومرتبة منها ثابتة لکل مؤمن ومؤمنة، کما قال عزوجل: (والمؤمنون

ناوبری کتاب