صفحه ۳۶۵

2 - ولما فارق الخریت بن راشد الناجی وأصحابه، أمیر المؤمنین (ع) وتفرقوا فی البلاد کتب أمیر المؤمنین (ع) الی عماله فی البلاد: "... أما بعد، فان رجالا لنا عندهم بیعة خرجوا هرابا فنظنهم وجهوا نحو بلاد البصرة فاسأل عنهم أهل بلادک واجعل علیهم العیون فی کل ناحیة من أرضک، ثم اکتب الی بما ینتهی الیک عنهم، والسلام"الغارات: 1، 337..

الرابع: فی مراقبة الامة فی حاجاتها وخلا تها وشکایاتها وما تتوقعه من الحکومة المرکزیة وفی تعهداتها للحکومة وما تتوقعه الحکومة منها:

اعلم أن الغرض من تأسیس الدولة عندنا اصلاح أمر الامة، والحافظ للدولة والضامن لقدرتها علی التنفیذ هو قوة الامة ودفاعها، فلا محالة یتعین وجود الارتباط التام بین الحکومة والامة والتعرف علی حاجات الطرفین وتوقعاتهما بوسائط منصوبة أو منتخبة .

وقد کان یطلق فی الاعصار الاول للاسلام علی هذه الوسائط اسم النقباء والعرفاء.

ففی الصحاح : النقیب: العریف وهو شاهد القوم وضمینهم، والجمع النقباء.

والعریف: النقیب، وهو دون الرئیس. والجمع العرفاء.

أقول: ظاهر کلمات أهل اللغة کونهما بمعنی واحد أو متقاربین. وقد کان النقیب والعریف رابطا بین القبیلة أو العشیرة وبین الامام أو الامیر یتعرف منه حالاتهم، وکان المتعارف انتخابه من أفراد القبیلة لکونه أعرف بهم من غیره.

وقد أمضی رسول الله(ص) وکذا أمیر المؤمنین (ع) فی حکمهما وسیاستهما لامور الامة أمر النقابة والعرافة، کما سیظهر:

1 - ففی سیرة ابن هشام؛ "أن رسول الله(ص) حینما بایعه أهل المدینة فی

ناوبری کتاب