الثانیة - فی مشروعیة الحبس اجمالا:
الحبس مشروع بالادلة الاربعة : فمن الکتاب:
1 - قوله - تعالی - : (انما جزاء الذین یحاربون الله ورسوله ویسعون فی الارض فسادا أن یقتلوا أو یصلبوا أو تقطع أیدیهم وأرجلهم من خلاف أو ینفوا من الارض)المائدة 5: 33.. حیث فسر النفی فی الایة بالحبس.
قال الطبرسی: "وقال أبو حنیفة وأصحابه: ان النفی هو الحبس والسجن. واحتجوا بأن المسجون یکون بمنزلة المخرج من الدنیا اذا کان ممنوعا من التصرف محولا بینه وبین أهله مع مقاساته الشدائد فی الحبس..."مجمع البیان: 2، 188..
وعن أبی جعفر(ع) محمد بن علی الرضا(ع) فی حدیث: "فان کانوا أخافوا السبیل فقط ولم یقتلوا أحدا ولم یأخذوا مالا أمر بایداعهم الحبس. فان ذلک معنی نفیهم من الارض باخافتهم السبیل"الوسائل: 18، 536..
قد یقال: ان النفی من الارض حقیقة غیر ممکن، اذ کل مکان یرسل هو الیه یکون من الارض لا محالة، فالمراد جعله بحیث لا یتمکن أن یتصرف فیها تصرف الاحیاء، فینطبق قهرا علی الحبس.
ولکن معظم أصحابنا الامامیة لم یفتوا بالحبس فی المقام.
قال الشیخ: "ان لم یجرح ولم یأخذ المال وجب علیه أن ینفی من البلد الذی فعل فیه ذلک الفعل الی غیره..."النهایة : 720..