صفحه ۳۰۲

عبدالله(ع) عن رسول الله(ص) : "ان الله قد جعل لکل شئ حدا وجعل لمن تعدی ذلک الحد حدا"الوسائل: 18، 310..

وواضح أن الحد فی مثل هذا الخبر أعم من الحد المصطلح، اذ هو لا یثبت الا فی موارد خاصة .

اذا عرفت ما ذکرناه فاعلم أن هنا جهات یجب البحث فیها:

الاولی - فی اهتمام الاسلام باقامة الحدود والتعزیرات:

لا یخفی أن ادارة المجتمع وحفظ النظام وأمن السبل واقامة القسط والعدل تتوقف علی تحدید الحریات ووضع المقررات، وعلی تأدیب المتخلفین ومجازاة المجرمین. اذ لولا خوف أهل الفساد من العقوبة والخذلان لما بقی للنفوس والاعراض والاموال حرمة، ولاختل أمر الحیاة وشاعت الفوضی والهرج.

والاسلام بجامعیته لجمیع ما یحتاج الیه الانسان فی معاشه ومعاده وما به صلاحه فی الدارین اهتم بهذا الامر: قال الله - تعالی - : (لقد أرسلنا رسلنا بالبینات وأنزلنا معهم الکتاب والمیزان لیقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحدید فیه بأس شدید ومنافع للناس...)الحدید 57: 25..

والظاهر من الروایات ومن فتاوی الاصحاب أن اقامة الحدود بحسب الطبع واجبة لا یجوز تعطیلها: ففی خبر میثم، عن أمیر المؤمنین (ع): "... یا محمد من عطل حدا من حدودی فقد عاندنی وطلب بذلک مضادتی"الوسائل: 18، 309..

نعم، لو تاب المجرم قبل قیام البینة علیه سقط الحد، کما أنه لو کان الثبوت

ناوبری کتاب