صفحه ۲۸۱

ولکن قد یتوهم أن قوله - تعالی - : (یا أیها الذین آمنوا، علیکم أنفسکم. لا یضرکم من ضل اذا اهتدیتم...)المائدة 5: 105. یدل علی أن الانسان اذا لزم بیته وأصلح نفسه فلا یبال بما یقع فی المجتمع من الفساد والضلال.

وفیه أنه لا یمکن رفع الید عن الایات الکثیرة، والاخبار المتواترة، واجماع المسلمین بهذا الظهور المتوهم. بل الظاهر أن المقصود بالایة بیان أنه اذا فرض ضلال أفراد المجتمع أو بعضهم فلیس للانسان أن یجعل نفسه تابعا لهم کما هو المتعارف فی أکثر المجتمعات، بل یجب علی کل فرد أن یستقل فی فکره وارادته ویعمل بوظائفه المقررة من قبل الله، التی من أهمها الامر بالمعروف والنهی عن المنکر. واذا فعل ذلک نفعه هداه قهرا ولم یضره ضلال من ضل.

الخامسة : فی وجوب انکار العامة علی الخاصة وتغییر المنکر علیهم اذا علموا به:

عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمد(ع) قال: قال أمیر المؤمنین (ع): "ان الله لا یعذب العامة بذنب الخاصة اذا عملت الخاصة بالمنکر سرا من غیر أن تعلم العامة، فاذا عملت الخاصة بالمنکر جهارا فلم تغیر ذلک العامة استوجب الفریقان العقوبة من الله - عزوجل - ."الوسائل: 11، 407..

وعن عدی، یقول: سمعت رسول الله(ص) یقول: "ان الله - عزوجل - لا یعذب العامة بعمل الخاصة حتی یروا المنکر بین ظهرانیهم وهم قادرون علی أن ینکروه فلا ینکروه، فاذا فعلوا ذلک عذب الله الخاصة والعامة"مسند أحمد: 4، 192..

الی غیر ذلک من الاخبار الواردة بهذا المضمون. ویظهر منها أن تکلیف

ناوبری کتاب