الحکم الا لله، یقص الحق وهو خیر الفاصلین)الانعام 6: 57. الی غیر ذلک من الایات الشریفة .
الثانی: أن العقل یحکم بحسن ارشاد الغیر، ویحکم أیضا بحسن اطاعة من یرشد الانسان ویرید صلاحه. والعقلاء یذمون الانسان اذا ترک المصالح المهمة التی أراه ایاها غیره.
الثالث: أن العقل یری تعظیم المنعم وشکره حسنا، وترک ذلک قبیحا، ولو فرض أن ترک اطاعة المنعم صارت سببا لعقوقه وأذاه، فالعقلاء یذمون الانسان علی ترکها ولعل وجوب اطاعة الوالدین أیضا من هذا القبیل، وأن العقلاء یرون حسن اطاعتهما بل لزومها لذلک . واذا کان هذا حکم الوالد الجسمانی، فالاباء الروحانیون وأولیاء النعم المعنویة کالانبیاء وأئمة العدل بطریق أولی.
الرابع: أن الانسان مدنی بالطبع، ولا یتیسر له ادامة حیاته الا فی ظل التعاون والاجتماع، ولازم الاجتماع غالبا التضاد فی الاهواء والتضارب والصراع، فیحتاج لا محالة الی حاکم یدبر الامور ویرفع المظالم، فتجب اطاعته بحکم العقل، لا سیما اذا عاهدوه علی ذلک، اذ الفطرة حاکمة بلزوم الوفاء بالعهد. والحاصل: أنا لو اعتبرنا الاصل فی المسألة عدم ولایة أحد علی أحد، فان الولایة بالاخرة تثبت بحکم العقل.