البحث فی عصمة النبی الاکرم (ص) والائمة الاثنی عشر(ع) والانبیاء وأوصیائهم، بحث کلامی اعتقادی، ولیس المقام مقام التعرض له. ونحن الشیعة الامامیة نعتقد بذلک للاجماع والاخبار الکثیرة .
وانما البحث هنا فی أنه هل تعتبر العصمة فی والی المسلمین مطلقا أم لا؟ ولا یخفی أنه لو قیل بذلک فکأنه صار نقضا لما أثبتناه الی هنا من ضرورة الحکومة الاسلامیة فی عصر الغیبة وصلاحیة الفقیه لها مع أنه لا یکون معصوما قطعا.
ولا یصح الاستدلال لهذه المسألة المطلقة بالاخبار التی تثبت عصمة الانبیاء وأوصیائهم والائمة الاثنی عشر(ع) بالخصوص، ففی بعضها: "الانبیاء وأوصیائهم لا ذنوب لهم لانهم معصومون مطهرون"راجع بحار الانوار: 25، 191 - 211. وفی بعضها: "علی (ع) والائمة من ولده معصومون"راجع بحار الانوار: 25، 191 - 211.، ولا بالاخبار التی یستفاد منها اعتبار العصمة فی الامام بنحو الاطلاق، لان المراد بالامام فی هذه الاخبار هو الامام المنصوب من قبل الله - تعالی - ومن قبل النبی (ص) مباشرة باسمه وشخصه.
فمنها خبر سلیمان بن مهران، عن أبی عبدالله(ع) قال: "عشر خصال من صفات الامام: العصمة، والنصوص"بحار الانوار: 25، 140..
وما عن تفسیر النعمانی، عن علی (ع) : "والامام المستحق للامامة له علامات، فمنها أن یعلم أنه معصوم من الذنوب کلها صغیرها وکبیرها"بحار الانوار: 25، 164..
وعلی هذا نلتزم بعدم اعتبار العصمة فی الوالی فی عصر الغیبة لعدم دلیل نقلی لها ولا یحکم العقل بأزید من العدالة والامانة .
وبملاحظة أخری نقول: ان أصول مسؤولیات الامام ثلاثة : 1 - بیان أحکام