صفحه ۱۳

الاصیل یخدم قضیة وحدة المسلمین ولا یضر بها کما یتوهم. فان الواجب علی المسلمین الاحرار أن یعرف بعضهم معارف الاخرین وفقههم، لا أن یکتم فقهاء هذا المذهب أو ذاک ما یرونه صحیحا وحقا، فلا یتوقع من باحث شیعی مثلا أن یکتم فی البحث العلمی ما یراه حقا.

ولیس معنی الوحدة الا سلامیة کتمان الحقائق والعلوم، بل من معانیها تجلی المشارکات الاصیلة الموجودة بینهم، وحفظ الاداب والحرم، وجهادهم معا ضد الکفر العالمی المسیطر علی بلادنا وشؤوننا. فدیننا واحد ونبینا واحد وکتابنا واحد وقبلتنا ومشاعرنا واحدة، فیجب الحذر کی لا یستفید العدو من القاء الخلافات وایجاد الضغائن.

5 - تذکیر:

قد حصل لنا بالتجربة أنه کلما وقع البحث فی هذا السنخ من المسائل الاساسیة الموجبة لوعی المسلمین ورشدهم السیاسی، وانتشر فیها مصنف، سعی عملاء الاستعمار فی اشاعة الدعایات المسمومة، وفی افساد الجو والبیئة علی المصنف والمصنف. فأوصی الاخوان من الفضلاء الکرام والاعزة الاعلام أن لا یصدهم هذا النوع من الضوضاء عن العمل بالوظائف العلمیة، وأن لا یبادروا الی الاعتراض والمناقشة فی مطلب أو جملة من هذا الکتاب الا بعد الاحاطة بجمیع أبوابه وفصوله، فان المباحث والمطالب فیه متشابکة ومرتبطة غایة الارتباط، وربما أبدینا نظرا فی مقام وأقمنا الدلیل علیه فی باب آخر، وربما نذکر أمرا ایرادا واحتمالا لا جزما واعتقادا. ولا تنضج المطالب ولا یبرهن علیها الا خلال الایرادات والردود.

6 - ضرورة الحکومة :

اعلم أن من أهم الامور الضروریة للبشر وجود النظام الاجتماعی

ناوبری کتاب