خطبه 91 (درس 125)
"و قدر الارزاق فکثرها و قللها، و قسمها علی الضیق و السعة فعدل فیها لیبتلی من اراد بمیسورها و معسورها، و لیختبر بذلک الشکر و الصبر من غنیها و فقیرها، ثم قرن بسعتها عقابیل فاقتها، و بسلامتها طوارق آفاتها، و بفرج افراحها غصص اتراحها، و خلق الاجال فاطالها و قصرها، و قدمها و اخرها، و وصل بالموت اسبابها، و جعله خالجا لا شطانها، و قاطعا لمرائر اقرانها.
عالم السر من ضمائر المضمرین، و نجوی المتخافتین، و خواطر رجم الظنون، و عقد عزیمات الیقین، و مسارق ایماض الجفون، و ما ضمنته اکنان القلوب و غیابات الغیوب، و ما اصغت لا ستراقه مصائخ الاسماع، و مصائف الذر، و مشاتی الهوام، و رجع الحنین من المولهات، و همس الاقدام، و منفسح الثمرة من ولائج غلف الاکمام، و منقمع الوحوش من غیران الجبال و اودیتها، و مختباء البعوض بین سوق الاشجار و الحیتها، و مغرز الاوراق من الافنان، و محط الامشاج من مسارب الاصلاب، و ناشئة الغیوم و متلاحمها، و درور قطر السحاب فی متراکمها، و ما تسفی الاعاصیر بذیولها، و تعفو الامطار بسیولها، و عوم نبات الارض فی کثبان الرمال، و مستقر ذوات الاجنحة بذری شناخیب الجبال، و تغرید ذوات المنطق فی دیاجیر الاوکار"