خطبه 91 (درس 122)
"فحنوا بطول الطاعة اعتدال ظهورهم، و لم ینفد طول الرغبة الیه مادة تضرعهم، و لااطلق عنهم عظیم الزلفة ربق خشوعهم، و لم یتولهم الاعجاب فیستکثروا ما سلف منهم، و لاترکت لهم استکانة الاجلال نصیبا فی تعظیم حسناتهم، و لم تجر الفترات فیهم علی طول دؤوبهم، و لم تغض رغباتهم فیخالفوا عن رجاء ربهم، و لم تجف لطول المناجاة اسلات السنتهم، و لاملکتهم الاشغال فتنقطع بهمس الجؤار الیه اصواتهم، و لم تختلف فی مقاوم الطاعة مناکبهم، و لم یثنوا الی راحة التقصیر فی امره رقابهم، و لاتعدو علی عزیمة جدهم بلادة الغفلات، و لاتنتضل فی هممهم خدائع الشهوات، قد اتخذوا ذا العرش ذخیرة لیوم فاقتهم، و یمموه عند انقطاع الخلق الی المخلوقین برغبتهم، لایقطعون امد غایة عبادته، و لایرجع بهم الاستهتار بلزوم طاعته الا الی مواد من قلوبهم غیر منقطعة من رجائه و مخافته، لم تنقطع اسباب الشفقة منهم فینوا فی جدهم، و لم تأسرهم الاطماع فیؤثروا وشیک السعی علی اجتهادهم، و لم یستعظموا ما مضی من اعمالهم، و لواستعظموا ذلک لنسخ الرجاء منهم شفقات وجلهم، و لم یختلفوا فی ربهم باستحواذ الشیطان علیهم، و لم یفرقهم سوء التقاطع، و لا تولاهم غل التحاسد، و لا شعبتهم مصارف الریب، و لا اقتسمتهم اخیاف الهمم، فهم اسراء ایمان لم یفکهم من ربقته زیغ، و لا عدول و لا ونی و لا فتور، و لیس فی اطباق السماء موضع اهاب الا و علیه ملک ساجد، او ساع حافد، یزدادون علی طول الطاعة بربهم علما، و تزداد عزة ربهم فی قلوبهم عظما"