خطبه 83 (درس 105)
"ارهقتهم المنایا دون الامال، و شذبهم عنها تخرم الاجال، لم یمهدوا فی سلامة الابدان، و لم یعتبروا فی انف الاوان، فهل ینتظر اهل بضاضة الشباب الا حوانی الهرم ؟ و اهل غضارة الصحة الا نوازل السقم ؟ و اهل مدة البقاء الا آونة الفناء؟ مع قرب الزیال، و ازوف الانتقال، و علز القلق، و الم المضض، و غصص الجرض، و تلفت الاستغاثة بنصرة الحفدة و الاقرباء، و الاعزة و القرناء، فهل دفعت الاقارب ؟ او نفعت النواحب ؟ و قد غودر فی محلة الاموات رهینا، و فی ضیق المضجع وحیدا، قد هتکت الهوام جلدته، و ابلت النواهک جدته، و عفت العواصف آثاره، و محا الحدثان معالمه، و صارت الاجساد شحبة بعد بضتها، و العظام نخرة بعد قوتها، و الارواح مرتهنة بثقل أعبائها، موقنة بغیب انبائها، لاتستزاد من صالح عملها، و لا تستعتب من سئ زللها، او لستم ابنأ القوم و الاباء و اخوانهم و الاقرباء؟ تحتذون امثلتهم، و ترکبون قدتهم، و تطأون جادتهم، فالقلوب قاسیة عن حظها، لاهیة عن رشدها، سالکة فی غیر مضمارها، کأن المعنی سواها، و کأن الرشد فی احراز دنیاها! واعلموا ان مجازکم علی الصراط و مزالق دحضه، و اهاویل زلله، و تارات اهواله"
موضوع بحث درسهایی از نهج البلاغه، خطبه هشتاد و سوم بود. سخن در این خطبه به عبرت گرفتن از گذشتگان و آثار آنها رسید. فرموده بودند: "و خلف