صفحه ۴۵۱

خلافة کل امام، و ظهرت کل هذه الفرق التی سارت کل واحدة منها وراء أحد مدعی الامامة ؟ ثم ان کثیر من الرواة الذین وردت أسماؤهم فی أسناد تلک الاحادیث مثل أبی هریرة صاحب رسول الله (ص)المصدر السابق، ص 126 - 125. و عبدالله بن الحسن النمل (27) : 14. و غیرهما، کانوا أتباعا لفرق أخری، و لم ینقل عنهم أی میل عاطفی الی التشیع. فکیف لمن یسمع الحقیقة من لسان النبی أو من امام عصره، و الاهم من ذلک أن ینقلها الی الاخرین، أن لا یؤمن بها؟

الرد: جواب القسم الاول من هذا الاشکال هو أنه قد ذکر مسبقا أن بنی أمیة و أنصارهم قد استغلوا أحادیث "الاثنی عشر خلیفة" الی أبعد الحدود و نقلوها بالنحو الذی ینطبق علی من یشأون من الخلفاء.

و لهذا السبب کان الشیعة العادیون یعتبرون هذه الاحادیث معادیة للشیعة فکانوا یقاطعونها و یعرضون عنها. و قلنا أن السر الکامن وراء عدم نقل الشیعة لهذه الاحادیث و عدم تدوینها لها فی القرون الثلاثة الاولی هو استغلال الامویین لها.

و علی هذا الاساس فقد کان من الاسالیب السیاسیة التی مارسها الامویون هو التلاعب بتلک الاحادیث و حذف أسماء و خصائص خلفاء رسول الله منها، لکی تکون صالحة للانطباق علی غیر الائمة الاثنی عشر للشیعة . و اذا کان الامر کذلک فلا غرابة لو التبست الامور علی الشیعة العادیین و اشتبه علیهم أمر الخلیفة التالی للامام، بسبب تلک الاجواء الملبدة و ضخامة الدعایة التی کانت تمارس ضد الشیعة و لصالح الحکام الامویین.

ناوبری کتاب