صفحه ۴۲۷

صدور هذا الکلام عن النبی (ص)، و الا لقالوا بضعف هذه الاحادیث لکی لا یضطرون الی الاتیان بکل هذه التأویلات المتناقضة و الخالیة من أیة قرینة . و لعل السبب الکامن وراء تلک التأویلات هو أن هذا المضمون موجود فی أحادیث الشیعة و کتبهم بشکل متواتر و حتی أن الاسماء الاثنی عشر خلیفة ؛ أی الائمة الاثنی عشر(ع) قد ذکرت و وردت فیها بکل صفاتهم و خصائصهم، مثلما توجد اسماء الخلفاء الاثنی عشر فی کثیر من کتب و أحادیث أهل السنة التی سبق ذکرها. و هذا ما دفع المتعصبین من أهل السنة - بسبب ما یحملونه من حساسیة ازاء ائمة الشیعة - الی تأویل الاحادیث المنقولة عن النبی (ص). فی حین أن وجود هذا المضمون فی أحادیث الشیعة ینبغی أن لا یکون مدعاة لدفع جماعة نحو ردود أفعال و تأویلات مرفوضة، و حتی أنهم یدخلون أفرادا فسقة و فجرة مثل معاویة و یزید فی عداد خلفاء الرسول (ص) و یعتبرون امتدادا لسیرته و منهجه، و لدفع جماعة آخرین مثل هذا الکاتب الی وصف أحادیث "الاثنی عشر خلیفة" بأنها أحادیث ضعیفة، بدون ابراز دلیل یثبت صحة هذا الادعاء.

الملاحظة الثانیة : تطابق حدیث "الاثنی عشر خلیفة" مع المذهب

الشیعی

هذه الاحادیث لا تنطبق الا علی المذهب الشیعی؛ و ذلک لان أهل السنة الذین لا یعترفون بالامامة المنصوصة و لزوم الامام المعصوم للسلطة، لا یمکنهم التمسک بمبدأ الاثنی عشر خلیفة . فهم یعتبرون أی حاکم اسلامی حتی و ان لم یکن منصوصا علیه و لا معصوما، خلیفة

ناوبری کتاب