من المعروف منطقیا و من وجهة نظر علم الحدیث و أصول الفقة أن الخبر المتواتر هو الخبر الذی ینقل من طرق کثیرة بحیث یکون من المستبعد جدا تواطؤ الرواة علی وضعه، و لا یعیر العقلاء أهمیة لمثل هذا الاحتمال، و یکون فی رأیهم موثقا. و من المحتمل طبعا أن یکون هناک ضعفاء فی سلسلة رواة بعض الاخبار المتواترة، بید أن هذا الضعف لیس بالحد الذی یطعن بالوثوق بصدور الحدیث.
تأویلات أهل السنة و تهافتها
ان أفضل دلیل یثبت وثوق علماء أهل السنة بصدور أحادیث "خلفائی اثنا عشر" عن النبی (ص) هو سعی الکثیر منهم الی تأویل هذه الاحادیث بشکل یظهرها و کأنها لا تنطبق علی أئمة الشیعة .
فلو لم تکن هذه الاحادیث قطعیة الصدور، لما کانت هناک حاجة لتأویلها تأویلات بعیدة و غیر منطقیة، بل لکان من السهولة القول بضعفها أو انکار صدورها عن النبی (ص) فمما قالوه فی تأویل هذه الاحادیث نذکر مثلا:
قال بعضهم کابن کثیر الذی قال فی تفسیر الایة 12 من سورة المائدة ما یلی:
الخلفاء الاثنا عشر هم الخلفاء الاربعة، أبو بکر، و عمر، و عثمان، و علی، و منهم عمر بن عبدالعزیز، و بعض بنی العباس، و المهدی المبشر به فی الاحادیث المصلح العالمی من النظریة الی التطبیق، ص 42..