ثم قال ابن أبی الحدید:
العترة التی عناها أمیرالمؤمنین (ع) بهذا الکلام نفسه و ولداه، لان ولدیه تابعان له، و نسبتهما الیه مع وجوده کنسبة الکواکب المضیئة مع طلوع الشمس المشرقة .
ثم قال أیضا فی شرح مقاطع أخری من هذه الخطبة، أی قوله (ع): "و هم أزمة الحق و أعلام الدین و ألسنة الصدق فأنزلوهم بأحسن منازل القرآن...":
"و هم أزمة الحق"، جمع زمام؛ کأنه جعل الحق دائرا معهم حیثما داروا، و ذاهبا معهم حیثما ذهبوا، کما أن الناقة طوع زمامها، و قد نبه الرسول (ص) علی صدق هذه القضیة بقوله: "و أدر الحق معه حیث دار".
و قوله: "و ألسنة الصدق" من الالفاظ الشریفة القرآنیة، قال الله تعالی: (واجعل لی لسان صدق فی الا خرین ) شرح نهج البلاغة، ابن أبی الحدید، ج 6، ص 375.، لما کان لا یصدر عنهم حکم و لا قول الا و هو موافق للحق و الصواب جعلهم کأنهم ألسنة صدق لا یصدر عنها قول کاذب أصلا؛ بل هی کالمطبوعة علی الصدق.
و قوله: "فأنزلوهم بأحسن منازل القرآن" تحته سر عظیم؛ و ذلک أنه أمر المکلفین بأن یجروا العترة فی اجلالها و