الکوفة قوما لا یوثق بهم و ما اغتر بهم الا من ذل، لیس رأی أحد منهم یوافق رأی الاخر، و لقد لقی أبی منهم أمورا صعبة و شدائد مرة ..."الکافی، ج 1، ص 276..
و ملخص ما جاء فی هذا الفصل: أن الائمة (ع) کانوا یؤدون وظائفهم المشروعة و الملقاة علی عواتقهم فی کل ظرف زمان أو مکان بما یتناسب و شروط العصر، بالدفاع عن الدین الاسلامی و علوم القرآن و سنة النبی (ص) بأحسن شکل و أتم وجه. و لم یؤیدوا - تحت أی شرط - أیة حکومة من تلک الحکومات المعاصرة لهم، بل ان نتائج کل تحرکاتهم السیاسیة و الثقافیة کانت تثیر حساسیة السلطات الحاکمة أکثر من غیرهم، مما حدت بها الی ممارسة الظغط علیهم بالحبس و الحجز، و من ثم بعد عدم تحملهم لوجودهم یقومون بسمهم و قتلهم.
فتحلیل الحیاة السیاسیة لرجال الدین و قیاس تصرفاتهم الاجتماعیة بعضهم ببعض دون الاخذ بعین الاعتبار الشروط الزمانیة و المکانیه لکل عصر، بعید عن روح التحقیق، و علی فرض أنها جاءت من حسن نیة فانها ناشئة من عدم درک و فهم لتاریخ أهل البیت (ع).