الخوف الشدید الذی کانت تعیشه الحکومات المتعاقبة تجاه الائمة (ع). و هذا خیر دلیل علی أن الائمة (ع) لم یتوانو فی بذل أقصی ما لدیهم من طاقات و جهود للدفاع عن کیان الدین و نشر الحقائق و الامر بالمعروف و النهی عن المنکر، و الحکومات کانت تعلم أن أی تهاون معهم أو افساح للظروف و تهیئة الشروط المساعدة لتحرکهم، فان ذلک معناه زوال ملکهم أو تعرضهم لاخطار جدیة .
و علی فرض صحة ما قیل ان بعض الائمة قد دانوا لبعض الخلفاء أو اعترفوا بأمرتهم و نادوهم بأمرة المؤمنین، فانما هو لدفع خطرهم أو للتقلیل من حساسیتهم تجاه الائمة (ع) و شیعتهم.
ففی ظل تلک الظروف و الشروط الصعبة التی کان یعیشها الشیعة و أئمتهم (ع)، کان العقل و الشرع یحتمان استخدام التقیة، و الترمیز بهکذا تعابیر من قبل الامام بخلفاء زمانهم المستبدین. کان واضحا لدی شیعتهم، و لا یوجب تأیید مقامهم أو الاعتراف بخلافتهم.
أما عن نهضة الامام الحسین (ع) و اعلانه الحرب علی الحکومة الظالمة فان واحدة من تلک العلل الظاهریة التی حدت بخروجه - بناء علی شهادة التاریخ - هو الاستقبال العظیم الذی لاقاه الامام من أهل الکوفة و اعلانهم وقوفهم و نصرتهم له مهما کلف الامر، و ارسالهم الرسائل و الوفود یدعونه