عهد الامام الباقر و الامام الصادق (ع) حالة من الابتعاد أو الانسلاخ عن الثقافة الاسلامیة و الاصیلة، و أصابت أغلب أحکام و علوم القرآن الاسلامی الاهمال و النسیان و حلول محلها رسوم و آداب العصر الجاهلی، و لذا فقد شمر أئمتنا(ع) و بالخصوص الامامین الباقر و الصادق (ع) عن ساعدیهما لنشر الثقافة و العلوم الاسلامیة الاصیلة و ارجاع ثقة المسلمین بدینهم و ثقافتهم الاسلامیة . فانصب جهدهم و ترکیزهم علی تربیة نخبة من طلبة العلوم و اعدادهم و بثهم فی صفوف المجتمع.
و ما نشاهده الیوم من اتساع الاسلام مدیون لتلک الفترة من التاریخ.
من هنا نقول: ان شجاعة الائمة (ع) غیر منحصرة فی میادین الحرب و القتال بالسیف، و انما احیاء علوم الدین و سیرة الرسول (ص) وظیفة أصلیة للامام (ع) فی المجتمع.
الثانی : الشجاعة الحد الفاصل بین التهور و الجبن
یجب أن نعلم أنه لیس من الشجاعة النهضة و المواجهة مع الحاکم المستبد من دون تخطیط دقیق و تخمین للعواقب. مواجهة السلطة القویة الظالمة دون تخطیط للمواجهة مسبقا یعد تهورا لا شجاعة . الشجاعة هی الحد الفاصل بین التهور و الجبن. بشهادة التاریخ کان أئمتنا(ع) بعد واقعة کربلاء - سواء فی زمان بنی أمیة أو زمان بنی العباس - تحت مراقبة شدیدة، و لم یکن بوسعهم القیام بأی عمل غیر ثقافی، و هو بدوره لم یکن میسرا الا باستخدام التقیة و العمل بالسر؛ اذ کانت تنظر الیه تلک الحکومات بشک و