الانسان اذا قلت شواغل حواسه الظاهرة ...، فیستعد القوة الناطقة لتلقی الامر الغیبی... فیطلع علی أمور مغیبة، أی خفیة ...، و یشهد بذلک ... المنامات الصادقة ....
فاذا ارتفع حجاب الشواغل...، فلا یتصور أن یکون بینه و بین الانوار المدبرة الفلکیة حجاب سوی شواغل البرازخ.... فاذا تخلص أی النور... لقوته أو لضعف العائق عن الحواس الظاهرة و ضعف الحس الباطن، تخلصت النفس أی الانسانیة الی الانوار... للبرازخ العلویة ؛... فان هذه الانوار المدبرة الفلکیة عالمة بجزئیاتها، أی بجزئیات الکائنات ...مجموعة الاثار الفارسیة، رسالة هیاکل النور، الهیکل السادس، ص 106، و ما بعده..
و قال فی رسالة هیاکل النور:
و النفوس الفاضلة لما خلصن من غیهب الجسم و الهیکل و جالوا فی جو الجبروت و ضیائها و أشرق لهم فی شرفات الملکوت نور الحق، یشاهدون أشیاء لا نسبة لها مع مشاهدة البصر، اذ یغضون البصر من الظلمة و یتنورون بنور الشمس...نفس المصدر، الهیکل السابع، ص 107 و ما بعده..
وقال فی هیکل آخر من رسالته:
و اعلم أن النفس الناطقة من جوهر الملکوت و قد منعتها قواها الجسمیة و مشاغلها عن الرجوع الی عالمها. و کلما قویت بالفضائل الروحیة و ضعف سلطان القوی البدنیة