صفحه ۳۰۱

و هل ذلک واجب شرعا أم لا ؟ و مقصود الامام الخمینی فی کتاب الحکومة الاسلامیة، هو هذا المعنی، و أنه لولا الاقدام بتأسیس الحکومة الاسلامیة فی زمان الغیبة لتعطلت الحدود الالهیة .

و طبعا اختلاف النظر هذا بین علماء الشیعة لا ربط له فی المدعی.

و لا ننفی امکان حصول الفهم المغلوط لفلسفة غیبة الامام (ع) أو سوء الاستفادة من البعض لها، اذ من الممکن أن البعض یتصور أنه فی زمان الغیبة تتعطل موقتا بعض الاحکام القطعیة فی الاسلام مثل: مسائل الامر بالمعروف و النهی عن المنکر، مجاهدة الطواغیت و الظلمة، السعی لتحقیق القیم الاسلامیة و العدالة و... و یوکل العمل بها الی شخص الامام (ع) بعد ظهوره. أو علی فرض أن البعض یسئ الی اسم الامام أو نیابته لاجل أغراض غیر سلیمة، و لکن هذا الامر لا ینفع دلیلا لانکار أصل ولادة و غیبة امام الزمان (ع).

علی مر التاریخ قام الکثیرون عن جهل أو عمد بسوء الاستفادة من کل أمر مقدس، کادعاء الفراعنة الربوبیة، و ادعاء مسیلمة الکذاب النبوة، و ادعاء الامامة و خلافة الرسول (ص) من قبل بعض الافراد و لحقبات طویلة جدا، أمثال خلفاء بنی أمیة و بنی العباس و غیرهم، ادعاء المهدویة و أیضا النیابة عن امام الزمان من قبل بعض الفرق الضالة و عوامل خارجیة، و... کل هذا لا یستدعی انکار أصل وجود الله تعالی، أو نبوة الانبیاء(ع)، أو امامة الائمة المعصومین (ع)، و ولادة و غیبة الامام صاحب الزمان (ع).

ناوبری کتاب