و الهدف من الانسان الکامل تجلی أسماء و صفات الله تعالی، التی تظهر فی مرآة النبوة و الامامة و بتعبیر آخر: الهدف الاسمی من ایجاد نوع الانسان هو الانسان الاکمل، و تحقیق هذا النوع تم بایجاد الانسان الاول و هو آدم أبوالبشر، و کان هو أول انسان کامل، و لطالما کان هذا النوع الانسانی متحققا بالخارج سیکون هناک انسان کامل متجسما فی أفراد متنوعین (الانبیاء و الائمة)، و فی غیر هذه الصورة سیحصل تعطیل للمبداء و العلة الغائیة لهذا العالم، فکما أن تخلف المعلول عن علته الفاعلة محال فکذا تخلفها عن علتها الغائیة .
و فی الحقیقة أن تهیئة و اعداد الانسان الکامل مثل تهیئة و اعداد الفاکهة الجیدة، فلکی یحصل علیها الانسان فانه یقوم بزراعة البساتین و رعایتها و تحمل صعوبات العمل لحفظها و... و بدون تحقیق هذا الهدف و الغایة المذکورة ستکون خلقة العالم ضرب من اللهو و العبث، فلابد من وجود هذه الغایة فی أی زمان؛ و الا فسیفقد العالم المادی فلسفته و وجوده و یفنی. هناک روایات کثیرة ناظرة الی هذا الموضوع جاءت فی تعابیر مختلفة تقول:
"لو بقیت الارض بغیر امام لساخت"و بنفس المضمون منقول من طرق السنة بما یبلغ التواتر، من جملة الکتب الناقلة : المعجم الکبیر، ج 19، ص 388؛ حلیة الاولیاء، ج 3، ص 224؛ مجمع الزوائد، ج 5، ص 225؛ کنز العمال، ج 1، ص 103؛ مسند أحمد بن حنبل، ج 4، ص 96؛ شرح المقاصد، ج 5، ص 239..
و جاء فی روایة متواترة بین السنة و الشیعة :
"من مات و لم یعرف امام زمانه مات میتة الجاهلیة"البقرة (2) : 124..
و یستفاد من هذا الحدیث أنه لن تخل الارض أبدا من امام حق یعتبر أکمل الناس، و عدم معرفته یوجب المیتة الجاهلیة .