یستفاد من هذه الخطبة بوضوح أن الناس سینتفعون من المهدی (ع) فی حال غیبته فوائد ظاهریة، حیث یحل ما اجتمع علیه الناس، و یجمع ما تفرقوا عنه، و یحل العقد الصعاب، و یسهل المشاکل و ان لم یحسوا به أو یشاهدوه و یعرفوه، تماما کالشمس خلف السحاب، فهی و ان کانت محجوبة و لکن تصلهم فائدتها و ینتفعون بها. و وصول منفعة من شخص الی شخص لا یستلزم بالضرورة علم المنتفع أو مشاهدته له. من باب المثال فی حالة النوم مع وصول فوائد کثیرة من علة العلل أی الله عبر أسباب الحیاة، و لکن الانسان لا یحس بها. أو المعاندین و منکری وجود الله تعالی فهم مع عدم معرفتهم و قبولهم له أو کانوا من أعدائه، و لکن تشملهم فیوضات رحمته و برکاته.
الفوائد الباطنیة
1 - العلة الغائیة للعالم
العلة الغائیة للامام بالنسبة الی خلق العالم بهذا المعنی: أنه و ان کان الله تعالی هو المبدأ الاول للعالم و أنه الهدف النهائی و العلة الغائیة له، و لکن أعلی هدف فی مجموع هذا العالم للموجودات هو أکمل موجود و محصول تم تربیته فی أحضان الکون، أی الانسان الکامل.
و بعبارة أخری: الامام یعنی الانسان الکامل - أعم من النبی أو وصی النبی - هو العلة الغائیة لفعل الله تعالی، و قد أشار الی ذلک الحدیث القدسی :
"لولاک ما خلقت الافلاک"الکافی، ج 1، ص 179، ح 10 و جاءت بنفس المضمون فی الاحادیث 11 و 12 و 13.