3 - تحقیق أفعال البشر بأیدیهم
لیس من سنة الله أن تتکفل الملائکة بأفعال الناس، بل ان أعمال العالم التی من جملتها المادیة و الطبیعیة و التی یجب علی البشر الوصول فیها الی درجة الکمال المطلوب یجری عن طریق الاسباب و العلل الطبیعیة - و من جملتها الناس أنفسهم - : "أبی الله أن یجری الاشیاء الا بالاسباب"الاعراف (7) : 96..
کل ما هنالک أن هذا العالم فی الحقیقة انعکاس أو ظل لعالم آخر خال من المادة و المادیات، و هو واقع تحت تأثیر هذا العالم ضمن شروط و أحوال معینة . و أصولا لا یوجد نقص فی مجمل نشاط العالم الغیبی، و کل ما هو موجود فانما هو فی نطاق استعداد العالم المادی، و هذا الاستعداد سوف یتحقق علی أرض الواقع فی الانسان مع سعیه العلمی و العملی. و أما اذا بقی أسیر الدنیا و مادیاتها و لا یعمل بما تملی علیه التقوی و لا یجد الارتباط و التشابه بعالم ما وراء المادة، فانه لن یکون أهلا لنزول النصر الالهی من خلال القوی الغیر المحسوسة و التی یعبر عنها بالملائکة .
اذن فبمقتضی هذه الایة : (ولو أن أهل القری ءامنوا و اتقوا لفتحنا علیهم برکت من السمآء والا رض ) فی الفصل الخامس فی الجواب علی الاختلاف الثالث. یفهم أن الناس بالایمان و التقوی و تحمل الابتلاءات سوف یستحقون النصر الحقیقی الکامل علی الباطل و الفساد المستحکم فی هذا الارض.
و ما جاء فی بعض الروایات السابقة أن قدرة الرجل فی زمان المهدی