2 - الانقطاع عن الاسباب المادیة و نزول النصر الالهی
و مع اتساع رقعة الظلم و الجور علی الارض و اطالة أمد غیبة الامام المهدی (ع)، تظهر علی الناس حالة الیأس و القنوط کما حصل للامم السابقة، و لا یستثنی منهم الاولیاء أیضا، و تصل الحال بالبعض الی انکار المهدی و وجوده، کما توضح هذا الامر روایات عدیدة بحارالانوار، ج 2، ص 90، ح 14..
و عندما تیأس البشریة من کل العلل و الاسباب المادیة و التجارب الوضعیة و تتوجه الی النصر الغیبی المتجسد بظهور المهدی (ع)، عندها سیحصل التحول العظیم فی هذا العالم.
و من کل ما ذکر یتوضح أن المهدی (ع) سوف لن ینتصر علی أعداءه و یقیم حکومته وحده و بالامداد الغیبی فقط - کما یحب أن یوهم الکاتب ذلک - و انما باضافة نصرة البشریة المتعطشة لعدالته و حکومته المنشودة، حینها سینتصر علی أعدائه و یملا الارض قسطا و عدلا بعد أن تکون قد ملئت ظلما و جورا.
و اذن، لا مجال لتوهم الکاتب بأنه طالما یوجد ظالم فسیبقی المهدی خائفا من الظهور، و اذا ما انعدم الظلم و انمحت دول الظلمة فما الحاجة بعد الی ظهوره ؟