صفحه ۲۵۱

بلا تعب أو کسل.

فهذه حبة الحنطة المتفتحة تحمل ذاتیة التحول الی سنبلة کاملة، و کذا حبة الشجرة التی تنمو لاجل التحول الی شجرة کاملة تعطی ثمارها، و نطفة الحیوان التی ترید التحول الی جنین تحمل فی طیاتها ارادة التحول هذه. و قس علی ذلک بقیة الموارد.

تصادم الاسباب و العلل المخالفة و الموافقة، مهما کانت مانعة لمسیرة کثیر من الموجودات المتحرکة بمجامیع متصلة نحو أهدافها و کمالاتها، و من ثم یصیب الکثیر منها المحو أو الاضمحلال قبل وصولها الی غایاتها. و لکن مع کل ذلک لا یتوقف نظام الخلقة من السیر نحو کمالاته و تعبئة کل الطاقات لتحقیقها، و من ثم تصل جمع من المجامیع الی أهدافها. و لا یستثنی النوع الانسانی من هذا الحکم العام و النظم الجمعی. بلا شک الانسان نوع من أنواع الموجودات التی لا یمکنها أن تعیش منفردة و منعزلة، و لاجل الوصول الی أهدافه التکوینیة فانه مضطر لنیله الی تحقیق هدفه الوجودی، أن یتحد مع غیره.

و نظرة الی أحوال المجتمعات البشریة یتأید هذا المعنی؛ اذ کل مجتمع - صغیرا کان أم کبیرا - لیس أمامه لنیل الهدوء و السرور و الارتقاء عن موانع الحیاة الا ذلک .

ناوبری کتاب