کلما کانت الاحکام و المعارف فی جمیع الکتب السماویة و المتون الدینیة التی تجئ بتعابیر مختلفة، مناسبة مع لغتهم و ثقافتهم الخاصة یحصل الاطمئنان للانسان بالاجمال أن لهذه جذور الهیة، مهما أصابها من تحریف أو انحراف فی فهمها أو تفسیرها نتیجة لعوامل مختلفة علی مر التاریخ.
و موضوع المنجی آخر الزمان و أن البشریة فی نهایة التاریخ ستصل الی ذروة السعادة و العدالة، من جملة الموضوعات المشترکة و المطروحة فی جمیع الکتب السماویة و المتون الدینیة ظهور الشیعة، ص 63..
و موضوع المهدی (ع) لم یطرح صریحا فی القرآن الکریم، و لکنا تطرقنا بدایة هذا التحقیق الی ذکر الایات التی أجمع المفسرون الشیعة و السنة و بالاستناد الی بعض الروایات، علی تطبیقها علی المهدی (ع).
المنجی من وجهة نظر العقل
کما أن الدلیل العقلی أیضا هو الاخر یبشر بضرورة المنجی و وصول الانسان الی العدالة و السعادة و الکمال المطلوب فی آخر الزمان.
و نلفت بهذا الشأن الی شرح المرحوم العلا مة الطباطبائی، حیث یقول:
أی نوع من أنواع الخلقة المختلفة منذ الیوم الاول لظهورها، تحمل بذاتها مسیرتها الکمالیة و أهدافها النوعیة فی الحیاة، و بالطاقة المودعة تکون مشغولة للوصول الی هذا الهدف