صفحه ۸۴

اللطف و الرأفة، و منزه عن ای نقص.

و علیه یکون تشریع الدین من قبله ضروریا و واجبا، بل هو مقتضی اللطف و الفیض، و بحسب المصطلح انه "یجب عن الله" و لیس "یجب علی الله".

محدودیة عقل الانسان

منصور: لقد منح الله الانسان عقلا یساعده علی تحدید المصالح و المفاسد و الخیر و الشر، و علیه یمکن للبشریة من خلال عقلها الجمعی و رقیها العلمی و تجربتها العریقة، الاستغناء عن التشریع الالهی، و نشاهد فی عالمنا المعاصر ان القوانین و أسس الحیاة الاجتماعیة تسن من قبل العلماء بعد التشاور و تبادل وجهات النظر.

ناصر: صحیح ان العقل حجة الله التی افاضها علی الناس، بل هو بحسب المصطلح "ام الحجج"؛ لان صحة نبوة الانبیاء و الکتب السماویة و حقانیتها تثبت لنا من طریق العقل، الاان عقل الانسان کوجود الانسان، محدود و ناقص، و لیست له احاطة کاملة بجمیع نظام الوجود و الماضی و المستقبل، و عالم الغیب، و جمیع مصالح الانسان و مفاسده فی هذا العالم، و طریق بلوغ السعادة فی النشأة بعد الموت، و خصوصیات عالم البرزخ و القیامة .

هذا مضافا الی ان الانسان لیس عقلا محضا، بل هو خلیط من العقل و الاوهام و الشهوات و الغضب و المیول النفسیة و الغرائز المتنوعة، و مهما تکامل عقله و ادراکه یبقی احتمال انزلاقه لا شعوریا تحت ضغط الغرائز

ناوبری کتاب