المتناهی وجود ممتزج بالعدم، و بعبارة اخری وجود ناقص وضعیف، و معنی النقص و الضعف عدم التحلی بمایفرض من الکمال الموجود فی الدرجات العلیا، و هذا الضعف و النقص ناشئ عن المعلولیة .
الاان الوجود برغم کونه حقیقة واحدة، له درجات و مراتب متنوعه،قال تعالی: (رفیع الدرجات ذوالعرش)؛ غافر (40): 15 و ان کل مرتبة ضعیفة منه شعاع عن المرتبة القویة فوقها، حتی تصل الی مرتبة لیس لها عنوان آخر سوی جهة الوجود، أی وجود لا متناه، لا یتطرق الیه العدم و النقص اطلاقا،"فاقد کل مفقود"؛ دعاء شهر رجب. اذ لیس هناک شئ غیر الوجود یمکنه ان یحد الوجود، سوی الماهیات الاعتباریة و العدم التی لیس لها واقعیة و عینیة، و علیه فمثل هذا الوجود الصرف واحد قهرا، و لا یمکن وجود آخر قباله، و الا کان کل واحد منهما محدودا؛ اذ یکون علی هذا الفرض واجدا لوجوده، و فاقدا لوجود و کمال غیره.
هذا الوجود اللامتناهی و اللامحدود و الفرید، هو رب العالمین، و بما ان حقیقة ذاته وجود و واقعیة لا یتطرق الیها الضعف و العدم و الحد، فهو حاو لجمیع الکمالات قهرا، کالعلم و القدرة و الحکمة و غیر ذلک .قال تعالی: (هو الله الذی لا اله الا هو الملک القدوس السلام المؤمن المهیمن العزیز الجبار المتکبر سبحان الله عما یشرکون)؛ الحشر (59): 23 و قال أیضا: (هو الله الخالق الباری المصور له الاسماء الحسنی یسبح له ما فی السماوات والارض و هو العزیز الحکیم)؛ الحشر (59): 24
و کل وجود سواه لیس الا شعاعا و مظهرا لوجوده، فهو محدود و ناقص
.jpg)
