تأثیر البلایا و الصبر فی قرب الانسان من الله تعالی
فمن زوایة اخری لابد من القول: بأن جمیع البلایا و الصعاب التی تبدو شرا، ما هی الاوسائل اختبار و ابتلاء للانسان لا یمکنه بدونها بلوغ الکمال الذی هو غایته النهائیة، و علی الانسان أن یکون حذرا عند وقوع المصائب، فلا یصاب بالجزع، و أن یتدرع بالصبر، لیتغلب علی الحوادث: (و لنبلونکم بشئ من الخوف و الجوع و نقص من الاموال و الانفس و الثمرات و بشر الصابرین)،البقرة (2): 155 فلو ان الله قد خلقنا للبقاء فی هذه الدنیا الفانیة، لحق لنا الاعتراض علی البلایا و الصعاب، الاان الله تعالی قال: (الذی خلق الموت والحیاة لیبلوکم أیکم أحسن عملا)،الملک (67): 2 ففی اتون البلایا و مفازات الحیاة تتفتق القابلیات الکامنة، و یعرف الالمعی من الناس، و الدنیا دار ممر والاخرة دار مقر.
و أحیانا تکون هذه الحوادث المؤلمة، عقوبة دنیویة لبعض المسیئین من الناس: (و ان تصبهم سیئة بما قدمت أیدیهم فان الانسان کفور)،الشوری (42): 48 او تنبیها لبعض الاولیاء نتیجة لترکهم ما هو أولی: (و ذا النون اذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر علیه فنادی فی الظلمات أن لا اله الا أنت سبحانک انی