التقنی یعد تخلفا؛ اذ یجب تبریر الحوادث بالعلل و الاسباب المادیة المحسوسة، فانا لا اسلم الابما أحصل علیه من طریق الحس و التجربة، فلابد أن نبحث عن علل هذا العالم الکبیر بین الاشیاء المادیة الحسیة المحیطة بنا من قریب أو بعید.
ان أساس جمیع ظواهر عالم الطبیعة ما هی الاذرات مادیة اسمها (الذرة)، و هی سابحة فی الفضاء اللامتناهی، تفاعلت فیما بعد علی أثر الحرکة و اصطدامها ببعضها، فظهرت مختلف العناصر المتنوعة فی خصائصها، و من خلال ترکیب العناصر المختلفة ظهرت أنواع الکائنات من قبیل: النبات و الحیوان و الانسان؛ والعلم لا یری فی البین عالما آخر سوی عالم الطبیعة ."
ناصر: ان هذا النوع من التبریرات بمثابة انکار وجود صانع مقتدر لهذه الجنینة و القصر، و تفسیر وجودهما بتفاعل العناصر المتناثرة بالتدریج علی اثر التلاحم و التکامل و الانتقال من النقص الی الکمال، و قیام الریاح و العواصف الشدیدة بجمع ذرات التراب و الرمل و الحجارة المتناثرة من الجبال و الصحاری، ثم قیام الامطار بمزجها، ثم تراکمها بفعل أشعة النور و الحرارة، و ظهورها علی اشکال و صور مختلفة اجتمعت علی مر السنوات صدفة، فقام هذا البناء المتناسق.
ثم قامت الریاح و السیول بجمع بذور الازهار و الاشجار فی هذه البقعة فاخضرت بعد مصادفة الماء لها و استقرارها فی تربة مناسبة فنمت علی أشکال غیر متناسقة ثم عرض علیها النظم و الاتساق عبر السنوات المتمادیة وفقا لقانون الصراع من أجل البقاء، و قانون انتخاب الاصلح الذی یحکم علی